القسم الحالي: الإيمان
الدرس الإيمان بأُلوهيَّة الله
معنى توحيد الأُلُوهِيَّة:
التصديق الجازم بأن الله تعالى وحده المستحق لجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة، فنفرد الله بجميع أنواع العبادة، مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعانة والصلاة والزكاة والصيام، فلا معبود بحق إلا الله تعالى، كما قال سبحانه: (إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (الكهف: 110).
فأخبر تعالى أن الإله إلهٌ واحد، أي معبود واحد، فلا يجوز أن يُتَّخَذَ إلهٌ غيره ولا يُعبَدَ سواه.
أهمية توحيد الأُلُوهيَّة:
تظهر أهمية توحيد الألوهية في جوانب عديدة:
1. أنه الغاية من خلق الجن والإنس
فما خُلِقُوا إلا لعبادة الله وحده لا شريك له، حيث قال سبحانه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(الذاريات: 56).
2. أنه المقصود من إرسال الرسل وإنزال الكتب
فالمقصود من ذلك هو دعوة الخلق لعبادة الله وحدَه، والكفر بما يُعبَدُ من دونه، كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
3. أنه أول واجب على الإنسان
كما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما أرسله إلى اليمن قائلًا له: "إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ الكتاب. فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (البخاري 1458، مسلم 19).
4. أن توحيد الألوهية هو حقيقة معنى "لا إله إلا الله"
فالإله هو المعبود، ومعنى "لا إله إلا الله": لا معبود بحق إلا الله؛ فنعبده وحده ولا نصرف شيئاً من أنواع العبادة لغيره.
5. أن الإيمان بالألوهية هو النتيجة المنطقية للإيمان بأن الله هو وحده الخالق المالك المتصرف.